بعد رحيل بواش... من سيحاسب أبراموفيتش؟

ربما تكون أسوأ سبعة شهور مرت في حياة المدرب الشاب أندريه فيلاش بواش... كان أبرز المدربين الواعدين في العالم... كان خليفة لجوزيه مورينيو... كان "السبيشال تو"... كان الأمل الذي سيبني عليه تشلسي آماله في السنوات الخمس المقبلة.

هذا ما كان من المفترض يكون عليه الوضع في "ستامفورد بريدج"، لكن للأسف، وكالعادة، أطلق المالك الروسي رومان أبراموفيتش رصاصة الرحمة على رأس المدرب البرتغالي، ليزيح من على عاتقه عبئاً كبيراً لم يتصوره المدرب الشاب.

نتائج تشلسي لم تكن سيئة، لكنها لم تكن جيدة أيضاً، كانت متأرجحة، ودون المستوى في موسم قاس مزدحم بالمنافسين والاحصنة السوداء، لكن هل من العدل ان يدفع بواش وحده الثمن؟

مشكلة تشلسي تكمن في ثلاثة أسباب رئيسية، الاولى هي المدرب بواش الذي فعلاً افتقد الى الخبرة، والى الحنكة في التعامل مع نجوم مخضرمين، يكبره بعضهم سناً، كما خرج في الاسابيع الاخيرة بتصريحات نارية، منها التهجم على لاعبيه، وأخرى لابعاد خطر قدوم استاده مورينيو الى النادي.


المشكلة الثانية، تكمن في النجوم المخضرمين، أو بقوة تأثيرهم في سير الاحداث في النادي، وعلى رأسهم القائد جون تيري وفرانك لامبارد وديدييه دروغبا وبيتر تشيك، وهم الذين قادوا مدربهم الى الاقالة لانهم امتنعوا عن القتال من اجله وتقديم أفضل ما لديهم للنادي والفريق قبل المدرب وخذلوا جماهيرهم بعروض متواضعة.

السبب الثالث والاهم، هو المالك أبراموفيتش، الذي يفتقد الى رؤية واضحة لناديه، وباتت تدخلاته مزعجة خصوصاً انه لا يفقه كرة القدم، والانكى انه أقال الايطالي كارلو أنشيلوتي كونه لم يحرز بطولة الدوري، رغم انه أحرز ثنائية قبلها بموسم، علماً ان المدرب الايطالي كان المدرب الخامس الذي يقيله المالك الروسي منذ اقالته لمورينيو في 2007، والانكى انه دفع 13.75 مليون جنيه لفسخ عقد بواش من بورتو، ليعطيه عقداً لمدة خمس سنوات، في مؤشر واضح الى رؤية بعيدة المدى ومخطط رزين.

المشكلة ان تدخلات المالك غير المقنعة في كثير من الاحيان، تلعب الدور السلبي الاول مجريات الاحداث في "ستامفورد بريدج"، فلاعبون مثل توريس (50 مليوناً) وتشيفشينكو (30 مليوناً) ولوكاكو (13 مليوناً) كانت من خياراته الشخصية وليست من خيارات مدربيه، الذين هم يدفعون الثمن في النهاية... لكن يا سيد أبراموفيتش من يحاسبك أنت على أخطائك؟