وقفة : إبراهيموفيتش... عقلية فذة لا مثيل لها في العالم

نعم، لقد عاد إبرا من عقوبة الإيقاف متعطشاً، واستهل عودته بهاتريك في مرمى باليرمو. فوز كان الميلان بأمس الحاجة إليه كي يثبت أقدامه في صدارة الدوري الإيطالي. إنه اللاعب الذي افتقده الميلان في مباراة الأسبوع الماضي في السان سيرو أمام اليوفي.

ليست مبالغة لو قولنا أن إبرا من بين أبرز لاعبي العالم من حيث العقلية، إن لم يكن الأبرز، وإن كان ذلك سيغضب محبي ميسي ورونالدو وعشاق البرسا والميرينجي. لكن بعيداً عن مقارنات نحن بغنى عنها، أثبت المهاجم السويدي براعته مع مختلف الأندية التي لعب لها وآخرها الميلان الذي قاده الموسم الماضي لإحراز لقب السكوديتو.

لقد جاء إبرا من موسم مخيب للآمال مع برشلونة حين اعتقدنا أن مسيرته اللامعة قد انتهت عند ذلك الحد، إلا أنه قدم لناديه الحالي ميلان هدية رائعة نجح من خلالها بكسر احتكار الإنتر، ناديه الأسبق، للقب الدوري المحلي في إيطاليا منذ فضيحة الكالتشو بولي. ما يميز هذا اللاعب ليس قدرته على تسجيل الأهداف فحسب، فالتهديف وظيفته كمهاجم. وإنما تتجلى عبقرية إبرا في قدرته على صنع الألعاب لزملائه الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مرمى الخصم بعد تمريرة ماكرة.

لكن لماذا يعتبر إبرا غير محبوب إعلامياً وجماهيرياً؟ هل هو الغرور؟ ربما. بعيداً عن شخصية اللاعب التي لا دخل لها في أدائه داخل المستطيل الأخضر، لعل ما ينقص إبرا كثرة الحركة لأن هذه النقطة أكثر ما يلفت انتباه الإعلام والجماهير على حد سواء. رغم أن لإبرا تصريحات مثيرة للجدل يدعي فيها أنه الأفضل في العالم، لكن هذا لا يعتبر سبباً كافياً لقلة نجوميته إعلامياً. فمورينيو هو الأكثر جدلاً في عالم المستديرة مع ذلك يعتبر الأكثر نجومية بين المدربين، بل تفوق نجوميته الكثير من اللاعبين البارزين.

لا عجب في أن إبرا يمثل الكثير لفريقه، فهو يتقاسم صدارة هدافي الدوري مع مهاجم أودينيزي دي نتالي برصيد 18 هدفاً، وهو أمر ملفت للانتباه. لكن لماذا لا يصنع إبرا الفارق مع منتخب بلاده؟ أهي مشكلة دارجة مشابهة لما يحدث مع ميسي عندما يلتحق بفريق التانغو؟ أم أن بطولات الدوري ودوري الأبطال والأندية عموماً باتت تطغى على كرة القدم الدولية؟ ربما يكون هذا السبب نظراً لتركز المال في بطولات الأندية وليس في البطولات الدولية.

عموماً، اشتعلت المنافسة من جديد على صدارة الدوري الإيطالي. ومع تعثر السيدة العجوز أمس أمام كييفو، يتصدر الميلان الآن بفارق ثلاث نقاط عن البيانكونيري الذي يملك مباراة مؤجلة. اقترب الموسم من نهايته ولن يطول الزمن قبل أن نعرف ما إذا كان إبرا سيقود الميلان للاحتفاظ بلقبه أم لا.